کد مطلب:90558 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:133

کلام له علیه السلام (008)-قاله بعد تلاوته: أَلهاکم التکَاثر















.

یَا لَهُ مَرَاماً مَا أَبْعَدَهُ، وَ زَوْراً مَا أَغْفَلَهُ، وَ خَطَراً مَا أَفْظَعَهُ، وَ حُطَاماً مَا أَفْزَعَهُ[2].

لَقَدِ اسْتَخْلَوْا مِنْهُمْ أَیَّ مُدَّكَرٍ[3]، وَ تَنَاوَشُوهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعیدٍ.

أَ فَبِمَصَارِعِ آبَائِهِمْ یَفْخَرُونَ؟.

أَمْ بِعَدیدِ الْهَلْكی یَتَكَاثَرُونَ؟.

یَرْتَجِعُونَ مِنْهُمْ أَجْسَاداً خَوَتْ، وَ حَرَكَاتٍ سَكَنَتْ.

وَ لأَنْ یَكُونُوا عِبَراً أَحَقُّ مِنْ أَنْ یَكُونُوا مُفْتَخَراً، وَ لأَنْ یَهْبِطُوا بِهِمْ جَنَابَ ذِلَّةٍ، أَحْجی مِنْ أَنْ یَقُومُوا بِهِمْ مَقَامَ عِزَّةٍ.

لَقَدْ نَظَرُوا إِلَیْهِمْ بِأَبْصَارِ الْعَشْوَةِ، وَ ضَرَبُوا مِنْهُمْ فی غَمْرَةِ جَهَالَةٍ.

وَ لَوِ اسْتَنْطَقُوا عَنْهُمْ عَرَصَاتِ تِلْكَ الدِّیَارِ الْخَاوِیَةِ، وَ الرُّبُوعِ[4] الْخَالِیَةِ، لَقَالَتْ: ذَهَبُوا فِی الأَرْضِ ضُلاَّلاً، وَ ذَهَبْتُمْ فی أَعْقَابِهِمْ جُهَّالاً، تَطَؤُونَ فی هَامِهِمْ، وَ تَسْتَنْبِتُونَ فی أَجْسَادِهِمْ،

وَ تَرْتَعُونَ فیمَا لَفَظُوا، وَ تَسْكُنُونَ فیمَا خَرَّبُوا، وَ إِنَّمَا الأَیَّامُ فیمَا بَیْنَكُمْ وَ بَیْنَهُمْ بَوَاكٍ وَ نَوَائِحُ عَلَیْكُمْ.

أُولئِكَ سَلَفُ غَایَتِكُمْ، وَ فَرَطُ[5] مَنَاهِلِكُمْ.

اَلَّذینَ كَانَتْ لَهُمْ مَقَاوِمُ الْعِزِّ، وَ حَلَبَاتُ[6] الْفَخْرِ، مُلُوكاً وَ سُوَقاً، سَلَكُوا فی بُطُونِ الْبَرْزَخِ[7]

[صفحه 542]

سَبیلاً، سُلِّطَتِ الأَرْضُ عَلَیْهِمْ فیهِ، فَأَكَلَتْ مِنْ لُحُومِهِمْ، وَ شَرِبَتْ مِنْ دِمَائِهِمْ، فَأَصْبَحُوا فی فَجَوَاتِ قُبُورِهِمْ جَمَاداً لاَ یَنْمُونَ، وَ ضِمَاراً لاَ یُوجَدُونَ، لاَ یُفْزِعُهُمْ وُرُودُ الأَهْوَالِ، وَ لاَ یَحْزُنُهُمْ تَنَكُّرُ الأَحْوَالِ،

وَ لاَ یَحْفِلُونَ بِالرَّوَاجِفِ، وَ لاَ یَأْذَنُونَ لِلْقَوَاصِفِ، غُیَّباً لاَ یُنْتَظَرُونَ، وَ شُهُوداً لاَ یَحْضُرُونَ.

وَ إِنَّمَا كَانُوا جَمیعاً فَتَشَتَّتُوا، وَ أُلاَّفاً فَافْتَرَقُوا وَ مَا عَنْ طُولِ عَهْدِهِمْ، وَ لاَ بُعْدِ مَحَلِّهِمْ، عَمِیَتْ أَخْبَارُهُمْ، وَ صَمَّتْ دِیَارُهُمْ، وَ لكِنَّهُمْ سُقُوا كَأْساً بَدَّلَتْهُمْ بِالنُّطْقِ خَرَساً، وَ بِالسَّمْعِ صَمَماً، وَ بِالْحَرَكَاتِ سُكُوناً، فَكَأَنَّهُمْ فِی ارْتِجَالِ[8] الصِّفَةِ صَرْعی سُبَاتٍ.

جیرَانٌ لاَ یَتَأَنَّسُونَ، وَ أَحِبَّاءُ لاَ یَتَزَاوَرُونَ، بَلِیَتْ بَیْنَهُمْ عُرَی التَّعَارُفِ، وَ انْقَطَعَتْ مِنْهُمْ أَسْبَابُ الإِخَاءِ، فَكُلُّهُمْ وَحیدٌ وَ هُمْ جَمیعٌ، وَ بِجَانِبِ الْهَجْرِ وَ هُمْ أَخِلاَّءُ.

لاَ یَتَعَارَفُونَ لِلَیْلٍ صَبَاحاً، وَ لاَ لِنَهَارٍ مَسَاءً، أَیُّ الْجَدیدَیْنِ ظَعَنُوا فیهِ كَانَ عَلَیْهِمْ سَرْمَداً.

شَاهَدُوا مِنْ أَخْطَارِ دَارِهِمْ أَفْظَعَ مِمَّا خَافُوا، وَ رَأَوْا مِنْ آیَاتِهَا أَعْظَمَ مِمَّا قَدَّرُوا، فَكِلْتَا الْغَایَتَیْنِ مُدَّتْ لَهُمْ إِلی مَبَاءَةٍ فَاتَتْ مَبَالِغَ الْخَوْفِ وَ الرَّجَاءِ. فَلَوْ كَانُوا یَنْطِقُونَ بِهَا لَعَیُّوا بِصِفَةِ مَا شَاهَدُوا وَ مَا عَایَنُوا.

وَ لَئِنْ دَرَسَتْ[9] آثَارُهُمْ، وَ انْقَطَعَتْ أَخْبَارُهُمْ، لَقَدْ رَجَعَتْ فیهِمْ أَبْصَارُ الْعِبَرِ، وَ سَمِعَتْ عَنْهُمْ آذَانُ الْعُقُولِ، وَ تَكَلَّمُوا مِنْ غَیْرِ جِهَاتِ النُّطْقِ، فَقَالُوا: كَلَحَتِ الْوُجُوهُ النَّوَاضِرُ، وَ خَوَتِ الأَجْسَادُ النَّوَاعِمُ، وَ لَبِسْنَا أَهْدَامَ الْبِلی، وَ تَكَاءَدْنَا ضیقَ الْمَضْجِعِ، وَ تَوَارَثْنَا الْوَحْشَةَ، وَ تَهَكَّمَتْ[10] عَلَیْنَا الرُّبُوعُ الصَّمُوتُ، فَانْمَحَتْ مَحَاسِنُ أَجْسَادِنَا، وَ تَنَكَّرَتْ مَعَارِفُ صُوَرِنَا، وَ طَالَتْ فی مَسَاكِنِ الْوَحْشَةِ إِقَامَتُنَا، وَ لَمْ نَجِدْ مِنْ كَرْبٍ فَرَجاً، وَ لاَ مِنْ ضیقٍ مُتَّسَعاً.

فَلَوْ مَثَّلْتَهُمْ بِعَقْلِكَ، أَوْ كُشِفَ عَنْهُمْ مَحْجُوبُ الْغِطَاءِ لَكَ، وَ قَدِ ارْتَسَخَتْ أَسْمَاعُهُمْ بِالْهَوَامِّ فَاسْتَكَّتْ، وَ اكْتَحَلَتْ أَبْصَارُهُمْ بِالتُّرَابِ فَخَسَفَتْ، وَ تَقَطَّعَتِ الأَلْسِنَةُ فی أَفْوَاهِهِمْ بَعْدَ ذَلاَقَتِهَا،

وَ هَمَدَتِ الْقُلُوبُ فی صُدُورِهِمْ بَعْدَ یَقْظَتِهَا، وَ عَاثَ فی كُلِّ جَارِحَةٍ مِنْهُمْ جَدیدُ بِلیً سَمَّجَهَا، وَ سَهَّلَ

[صفحه 543]

طُرُقَ الآفَةِ إِلَیْهَا، مُسْتَسْلِمَاتٌ فَلاَ أَیْدٍ تَدْفَعُ، وَ لاَ قُلُوبٌ تَجْزَعُ، لَرَأَیْتَ أَشْجَانَ قُلُوبٍ، وَ أَقْذَاءَ عُیُونٍ.

لَهُمْ فی[11] كُلِّ فَظَاعَةٍ صِفَةُ حَالٍ لاَ تَنْتَقِلُ، وَ غَمْرَةٌ لاَ تَنْجَلی.

فَكَمْ أَكَلَتِ الأَرْضُ مِنْ عَزیزِ جَسَدٍ، وَ أَنیقِ لَوْنٍ، كَانَ فِی الدُّنْیَا غَذِیَّ تَرَفٍ، وَ رَبیبَ شَرَفٍ، یَتَعَلَّلُ بِالسُّرُورِ فی سَاعَةِ حُزْنِهِ، وَ یَفْزَعُ إِلَی السَّلْوَةِ إِنْ مُصیبَةٌ نَزَلَتْ بِهِ، ضَنّاً بِغَضَارَةِ عَیْشِهِ، وَ شَحَاحَةً بِلَهْوِهِ وَ لَعِبِهِ، فَبَیْنَا هُوَ یَضْحَكُ إِلَی الدُّنْیَا وَ تَضْحَكُ إِلَیْهِ فی ظِلِّ عَیْشٍ غَفُولٍ، إِذْ وَطِئَ الدَّهْرُ بِهِ حَسَكَهُ، وَ نَقَضَتِ الأَیَّامُ قُوَاهُ، وَ نَظَرَتْ إِلَیْهِ الْحُتُوفُ مِنْ كَثَبٍ، فَخَالَطَهُ بَثٌّ لاَ یَعْرِفُهُ، وَ نَجِیُّ هَمٍّ مَا كَانَ یَجِدُهُ، وَ تَوَلَّدَتْ فیهِ فَتَرَاتُ عِلَلٍ، آنَسَ مَا كَانَ بِصِحَّتِهِ، فَفَزِعَ إِلی مَا كَانَ عَوَّدَهُ الأَطِبَّاءُ مِنْ تَسْكینِ الْحَارِّ بِالْقَارِّ، وَ تَحْریكِ الْبَارِدِ بِالْحَارِّ، فَلَمْ یُطْفِئْ بِبَارِدٍ إِلاَّ ثَوَّرَ حَرَارَةً، وَ لاَ حَرَّكَ بِحَارٍّ إِلاَّ هَیَّجَ بُرُودَةً، وَ لاَ اعْتَدَلَ بِمُمَازِجٍ لِتِلْكَ الطَّبَائِعِ إِلاَّ مِنْهَا كُلَّ ذَاتِ دَاءٍ.

حَتَّی فَتَرَ مُعَلِّلُهُ، وَ ذَهَلَ مُمَرِّضُهُ، وَ تَعَایَا أَهْلُهُ بِصِفَةِ دَائِهِ، وَ خَرِسُوا عَنْ جَوَابِ السَّائِلینَ عَنْهُ،

وَ تَنَازَعُوا دُونَهُ شَجِیَّ خَبَرٍ یَكْتُمُونَهُ، فَقَائِلٌ یَقُولُ: هُوَ لِمَا بِهِ، وَ مُمَنٍّ لَهُمْ إِیَابَ عَافِیَتِهِ، وَ مُصَبِّرٌ لَهُمْ عَلی فَقْدِهِ، یُذَكِّرُهُمْ أَسَی الْمَاضینَ مِنْ قَبْلِهِ.

فَبَیْنَا هُوَ كَذَلِكَ عَلی جَنَاحٍ مِنْ فِرَاقِ الدُّنْیَا، وَ تَرْكِ الأَحِبَّةِ، إِذْ عَرَضَ لَهُ عَارِضٌ مِنْ غُصَصِهِ،

فَتَحَیَّرَتْ نَوَافِذُ فِطْنَتِهِ، وَ یَبِسَتْ رُطُوبَةُ لِسَانِهِ، فَكَمْ مِنْ مُهِمٍّ مِنْ جَوَابِهِ عَرَفَهُ فَعَیَّ عَنْ رَدِّهِ، وَ دُعَاءٍ مُؤْلِمٍ لِقَلْبِهِ سَمِعَهُ فَتَصَامَّ عَنْهُ، مِنْ كَبیرٍ كَانَ یُعَظِّمُهُ، أَوْ صَغیرٍ كَانَ یَرْحَمُهُ.

وَ إِنَّ لِلْمَوْتِ لَغَمَرَاتٍ هِیَ أَفْظَعُ مِنْ أَنْ تُسْتَغْرَقَ بِصِفَةٍ، أَوْ تَعْتَدِلَ عَلی عُقُولِ[12] أَهْلِ الدُّنْیَا.


صفحه 542، 543.








    1. التكاثر، 1 و 2.
    2. ورد فی
    3. مذكّر. ورد فی نسخة العام 400 ص 305. و نسخة ابن المؤدب ص 213. و نسخة نصیری ص 141. و نسخة الآملی ص 190. و نسخة ابن أبی المحاسن ص 218. و نسخة الأسترابادی ص 353.
    4. الرّسوم. ورد فی نسخة ابن المؤدب ص 214.
    5. فرّاط. ورد فی المصدر السابق. و نسخة العام 400 ص 306. و نسخة نصیری ص 140. و نسخة الآملی ص 191. و نسخة ابن أبی المحاسن ص 219. و نسخة الأسترابادی ص 354. و نسخة الجیلانی. و نسخة عبده ص 482. و نسخة الصالح ص 338.
    6. جلبات. ورد فی
    7. القبور. ورد فی نسخة نصیری ص 142.
    8. ارتحال. ورد فی نسخة الجیلانی الموجودة فی مكتبة الإمام الرضا ( ع ) فی مدینة مشهد.
    9. عمیت. ورد فی نسخة العام 400 ص 307. و هامش نسخة ابن المؤدب ص 215. و نسخة نصیری ص 142. و نسخة الآملی ص 192. و نسخة ابن أبی المحاسن ص 220. و نسخة الأسترابادی ص 355. و نسخة الصالح ص 340. و نسخة العطاردی ص 258.
    10. تهدّمت. ورد فی هامش نسخة نصیری ص 142.
    11. من. ورد فی نسخة العام 400 الموجودة فی المكتبة الظاهریة ص 308. و نسخة ابن المؤدب ص 215. و نسخة نصیری ص 142. و نسخة العطاردی ص 258.
    12. قلوب. ورد فی نسخة عبده ص 488.